قرأت موضوعاً أجمل، من جميل عنوانه »لماذا يشعر الرجل بالنقص؟« جاء فيه إن الله كريم يحب الكريم، جواد يحب الجواد، واذا اعطى انسانا نعمة فانه يحب ان يرى نعمته على الخلق، وقد يكون هناك رجال على قد حالهم، ولكن صيتهم تعدى هذا الملياردير بمراحل، فما السبب؟ انه الكرم والجود ومكارم الأخلاق ومن أفضل الصفات على الاطلاق التي أوصى بها نبينا العظيم وحثنا عليها الله في كتابه الكريم وجعلها من دلائل الإيمان وشرفها بالذكر في القرآن قال تعالى »يا أيها الذين آمنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون« وسئل رجل من الصالحين عن الكرم فقال »هو التبرع بالمعروف قبل السؤال والرأفة بالسائل مع البذل« والكرم من الأخلاق العريقة القديمة عرفها منذ الأزل أصحاب النفوس العظيمة فأكدوا في تعاملاتهم وجعلوها دليل الرفعة والافتخار لما فيها من الإيثار وعلو الهمة والاقدار، واما الجود فانه على ألسنة الورى محمودا ولذلك قيل »كفى بالجود حمداً ان اسمه مطلقاً لا يقع إلا في حمد، وكفى بالبخل ذماً ان اسمه مطلقاً لا يقع إلا في ذلك«، وحينما جاء الاسلام اضفى على الكرم معايير جديدة ووجهه نحو مقاصد سامية سديدة ونواح عظيمة رشيدة فاتجه به الى القيم الروحية والمعاني الدينية، فلم يعد الباذل يرجو الفخر والثناء من الورى، وانما غايته الثواب والجزاء في الآخرة، يقول الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه »ان الله تعالى جواديحب الجود يحب معالي الاخلاق ويكره سفاسفها« ودعا الاسلام المسلمين جميعاً غنيهم وفقيرهم قويهم وضعيفهم الى بذل المعروف والحرص على الجود، يقول الرسول :»اطعموا الطعام وافشوا السلام تورثوا الجنان« ومن دواعي الكرم الرغبة في الحمد والشكر، ومحبة الثناء وطيب الذكر فتنفرد ارادته بحب عرض الدنيا فيتكرم ويسمع ليحمد ويمدح وهذا الكرم مذموم بعيداً عن الدين لما يشوبه من الرياء، ويذهب بمروءة العطاء وقيمة الذل والسخاء، وقد حذر الاسلام المسلمين من الانزلاق الى مهاوي الرياء، لانها تمحق ثواب الصدقة، وان الاسلام ينهى عن المن بالعطاء وكثرة التشدق بالمعروف والتذكير به، مما يؤذي المحتاج ويكدر نفسه، كما يحث الاسلام على المبادرة بالعطاء وتعجيل الانفاق وواجب على المعطي ان يبادر السائل بالبذل فقد روى عن جابر رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله عن شيء فقال: »أما التؤدة محمودة في كل شيء إلا في اصطناع المعروف فان التؤدة فيه تنقيص له«، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكل شيء شرف وشرف المعروف تعجيله وطلاقة الوجه وطيب اللقاء يملأ نفس المعطي رحمة ويملأ نفس المتلقي بشراً وامناً، فالموسرون لا يسعون الناس بأموالهم ولكن يسعهم منهم بسط الوجه وحسن الخلق، وقد جاء في بعض الحديث »تبسمك في وجه اخيك صدقة« فاتقوا الله عباد الله وتأدبوا بآداب الكرم تسعدوا في الدنيا وتفوزوا في الآخرة بما اعد الله من النعم.
وصلتني رسالة تقول: لك سلام من قلب يحبك، ولك تحية من روح تودك ولك رسالة من نفس تعزك تتصل ما تتصل نحبك ترسل ما ترسل نحبك مشغول فاضي نحبك، زعلان راضي نحبك، تحبنا ما تحبنا نحبك، نحبك يعني نحبك.