يا وابور قولي رايح على فين
أغنية قديمة وأجمل من جميلة، »يا وابور قولي رايح على فين« التي غناها محمد عبدالوهاب في القرن الماضي ومع التطورات التي حدثت الآن ومع مرور قرن من التقدم التكنولوجي نجد أنفسنا نتمتم بنفس الأغنية قائلين: »يا وابور قولي رايح على فين؟« اذا تذكرنا المستقبل إشكالية التعامل مع المستقبل تختلف من دولة الى أخرى، فدول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والصين ومجموعة دول شرق آسيا تنتهج أسلوبا يكاد يكون واحدا في التعامل مع المستقبل وصناعة المستقبل منهج ليس غريبا على دول العالم المتقدم، إذ يعقد على استقراء المستقبل بجميع مناحيه الاقتصادية والسياسية والمناخية والاجتماعية ووضع خريطة لتشكيل مجتمعاتهم، بحيث تكون كيانات فاعلة في المستقبل تصنعه وتشكله بدلا من ان يصنعها ويشكلها، فمثلا لا تفكر مثل هذه الدول فيما تبيعه وتصدره في الوقت الحالي،بل ينشغل تفكيرها أكثر فيما قد تبيعه وتصدره بعد عشرة أو عشرين أو ثلاثين عاما، لتحفظ لنفسها مكانا بين الدول التي تلبي الحاجة بدلا من ان تكون دولة محتاجة، كما تشغل هذه الدول نفسها بما قد تشرعه من قوانين في المستقبل أكثر من انشغالها بماهو قائم من قوانين وتشريعات، تلك الدول تضع تصورا بما ستكون عليه الدول والكيانات الأخرى في المستقبل وتضع نفسها في سباق من أجل الصدارة، هناك نوع آخر من الدول يطلق عليه الدول النامية أو »النايمة«، المعنى واحد، تلك الدول لا تنظر للمستقبل، بل تنتظره، دول لا يهمها الا ان تتعشى قبل ان تنام وحينما تنام تذهب في نوم عميق تستيقظ منه وقد تغيرت خريطة العالم واختلفت مقوماته ولغته فتجدها عاجزة عن التعامل أو التفاعل معه، تلك الدول تجدها في انتظار الفعل ولا تفعل شيئا، تلك الدول لا تشارك في صناعة المستقبل ولو بتقديم صابونة ولكن تكتفي بانتظاره بحلوه ومره، وفي الأغلب يكون نصيبها مرارته.
السؤال الغبي جدا مني طبعا: أين تقع الكويت في هذه المنظومة؟ استجوابات واعتصامات والحركات الاحتجاجية التي كانت تملك أسبابا تبدو مقنعة للمنضمين اليها ولكن مع مرور الوقت تحولت هذه الحركات الى موضة، أين هذه الحركات من مستقبل هذه الأرض؟ ماذا فعلوا لها ولشعبها؟ أين المصانع، هل فكروا بإنتاج كويتي من المواد الاستهلاكية والغذائية؟ انا لست ضد الاحتجاج أو الاضراب أو المعارضة، ولكن ضد عشوائية هذه الحركات التي شهدت انحدارا قد يضر هذه الأرض ولا يفيدها، انا مع الاحتجاج والاعتراض والإضراب المنطقي والبناء والمضيف للديمقراطية والحرية والهادف للقضاء على بؤر الفساد السياسي والإداري، وأنا أقول في نفسي »يا وابور قولي رايح على فين«.
يا سادة يا كرام، في الختام أسأل رئيس وأعضاء المجلس البلدي ومنهم الأخ العزيز مهلهل الخالد والأخ العزيز شايع الشايع ومدير عام البلدية بخصوص حاويات القمامة المنتشرة بجميع المناطق والشوارع، هل توجد فكرة أو دراسة لتنظيف وغسيل الحاويات بالمواد الكيماوية المعقمة لأن رائحتها كريهة، وبعد فترة ستصيبنا انفلونزا الصراصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق