الحكم في الإسلام
لماذا يخاف البعض عند الحديث عن الدولة الاسلامية؟ لماذا يرى بعض المثقفين ان اقامة الدولة الاسلامية »الدينية« سيجلب عليها الخراب ويقودها الى مستنقع الطائفية ويؤسس للديكتاتورية ويصيب الديمقراطية بالهستيريا؟ يرى البعض ان نظام الحكم الاسلامي يقوم على الاستبداد نظرا لطول بقاء الحاكم في السلطة ويعتمدون في ذلك على وقائع التاريخ التي بدأت منذ عهد معاوية بن ابي سفيان الذي ابتدع نظام ولاية العهد والبيعة ومن بعده صار الحكم بالتوريث وفي المقابل يؤكد بعض علماء الاسلام ان نظام حكم معاوية وما تلاه نظام باطل وينافي تعاليم الاسلام وان الحكم الاسلامي الرشيد انتهى بموت عثمان بن عفان رضي الله عنه وجاء في كتاب »نظام الحكم والصحوة الاسلامية« للدكتور عبدالرحمن عياد الكاتب الاسلامي: يعترض البعض على ان الاسلام دين ودولة او دين ودين بعدة اعتراضات هي: الأولى بعدم جواز اقحام الدين في السياسة بأن تفسير النصوص الدينية عرضة للاخطاء وبأن هناك تعارضا بين مبدأ صلاحية النص لكل زمان والتطور الدنيوي والادعاء باستبعاد تعدد واستقلال الاراء والادعاء بعدم تحقيق المساواة بين اتباع الاديان المختلفة واخيرا الاستشهاد بنظام الحكم الاسلامي بعد الخلافة الراشدة وبعد ان فند كل هذه الادعاءات واثبت عكسها قال عن استشهاد البعض بعهد معاوية للتدليل به على الحكم الاسلامي وليس هناك اي عاقل يدعو الى هذا النظام رغم طول مدته كما لا الزام بالاخذ بشكله في صورة خلافه بجميع المسلمين الا انه لم يكن نظاما اسلاميا بل كان نظام علمانيا متطرفا خالف مبادئ الشريعة في كل مكان واهدر قيمتها ولم يكن يحمل سوى قشرة تتمسح بالدين وتلوذ به وتستخدمه لاغراضها والسفير صلاح فهمي استاذ العلوم السياسية اشار الى ان الفقهاء انفسهم اختلفوا حول المعنى الفقهي والشرعي للحكم الاسلامي حيث رأى بعضهم ان الاسلام لم يأت بشكل محدد للحكم ولا بنظرية سياسية واحدة انما جاء بمبادئ عامة هذا المنطق السليم هو الذي افسح المجال على سبيل المثال لا الحصر للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الاستعانة بمؤسسات الحكم في الدولة الرومانية وخاصة الدواوين فيما يرى علماء ان الحكم في الاسلام الذي ورد في القرآن والسنة قصد القضاء بمعنى ان يكون القضاء منطلقا من احكام الشريعة الاسلامية والاحكام التي وردت بشأن العقوبات في الاسلام مثل القصاص اما ما يتعلق بمؤسسات الحكم وطبيعة اختيار الحاكم وعزله فيرى ان هذه امور دنيوية متروكة للشعب الاسلامي حسب مقتضيات كل عصر من العصور ونوه فهمي الى ان تجارب الحكم الاسلامي في فترة ماضية سيئة للغاية وغير مطمئنة ضاربا مثلا بايران وافغانستان، واشار د. نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشورى المصري الى ان معظم دول العالم يحكمها مبدأ المواطنة وهذا يتفق مع الشرع الاسلامي الذي قام على قاعدة »لهم مالنا وعليهم ما علينا« فالدين علاقة بين العبد وربه وتدخل الدين في العلاقات السياسية كما يرى بباوي خطأ لان الدين مبادئ نقية وسامية اما السياسة فهي لعبة قذرة اما جمال البنا المفكر الاسلامي فهو يستعبد فكرة اقامة دولة اسلامية، مؤكدا ان الدولة في الاسلام مدنية ومحور عملها العدل وتحقيق ارادة الشعب ودورها الحقيقي لا يكون في مجال الدين ولا حتى في مجال الفضيلة، التخوف من الدولة الدينية ليس في محله لانها ليست في الاسلام اصلا فالاسلام لم ينزل لاقامة دولة وانما لهداية الناس والدولة لا يمكن ان تقدم شيئا للدين لانها لو ارادت تطبيق الشريعة دون ايمان الشعب بها فإن هذا التطبيق لا قمة له وستفقد الشريعة روحها وطابعها الايماني وتصبح مجرد قوانين من قوانين الدولة تطبقها بردع السلطة، البنا يرى ان الشعب وليس الدولة هو الاهم لان الشعب عندما يؤمن بالشريعة يطبقها بالطرق الديمقراطية لانها ستصبح مطلبا شعبيا يمثل ارادة الامة.
يا سادة يا كرام في الختام لدينا والد واخ وقائد وامير هو صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد وولي عهده الامين صاحب السمو الشيخ نواف الاحمد الصباح حفظهما الله فالنضع ايدينا بايديهما وننسى الخلافات السياسية والطائفية والرياضية من اجل هذه الارض كويت الخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق