الأحد، 25 يوليو 2010

الصداقة والصديق

الصداقة والصديق


الصديق هو الذي‮ ‬يؤمن بك ويفهمك ويثق فيك ويعلم أنه‮ ‬يمكنه الاعتماد عليك،‮ ‬هو الذي‮ ‬لا‮ ‬يخجل من اظهار ضعفه امامك،‮ ‬فيكون على طبيعته معك،‮ ‬كما انك تكون على طبيعتك وأنت معه وتستطيع ان تظهر ما بداخلك من دون تكليف ومن دون محاولة ان تبدو بصورة أفضل،‮ ‬فهو‮ ‬يعلم انك لست انساناً‮ ‬كاملاً‮ ‬ومع ذلك‮ ‬يحبك ويتقبلك كما انت حتى لو لم‮ ‬يوافق على بعض آرائك،‮ ‬يعاملك باحترام وكرامة،‮ ‬مكانه محفوظ في‮ ‬قلبك حتى لو لم‮ ‬يكن أمام عينك،‮ ‬ينصحك عندما تحتاج النصيحة ولكن لا‮ ‬يفرض آراءه عليك بل‮ ‬يدعك تتخذ قراراتك بنفسك،‮ ‬يشجعك ويدعمك عندما تلجأ اليه ويساعدك لتصبح انساناً‮ ‬افضل وانجح ولا‮ ‬يشعر بالغيرة من نجاجك،‮ ‬يستطيع ان‮ ‬يجعلك تبتسم في‮ ‬أوقات الشدة،‮ ‬يحبك ويكون قريباً‮ ‬منك من دون ان‮ ‬يتعدى على حريتك الشخصية او خصوصياتك،‮ ‬ولا‮ ‬يلغي‮ ‬كيانك وشخصيتك او تصبح تابعاً‮ ‬له،‮ ‬بل‮ ‬يستطيع كل منكما ان‮ ‬يحقق ذاته في‮ ‬وجود الآخر،‮ ‬يدعوك ويأنس بصحبتك من دون ان‮ ‬يطالبك بشيء،‮ ‬لديه الشجاعة والحساسية واللباقة لنقدك لكن من دون لومك او تجريحك أو اشعارك بالذنب وبذلك نقده لك‮ ‬يكون بناء ليس هداماً،‮ ‬يربطك به علاقة اخذ وعطاء لا‮ ‬يأخذ كل الوقت ولا‮ ‬يعطي‮ ‬كل الوقت ولديه القدرة على العطاء النفسي‮ ‬فيشاركك بجزء من وقته واهتمامه واحساسه وبفكره لا‮ ‬يتنازل عنك ابداً‮ ‬او‮ ‬يتخلى عنك برغم خلافاتكم او مشاحناتكم ولديه القدرة على ان‮ ‬يسامحك،‮ ‬يهتم بمشاكلك ويحس بمعاناتك،‮ ‬يستطيع ان‮ ‬ينفذ إلى اعماقك ليرى جوانب الخير والجمال بداخلك وبذلك فهو مرآتك الصادقة تستطيع ان تكشف جوهرك الحقيقي‮ ‬من خلاله وتتعرف على نفسك أكثر وأكثر‮.‬
حروف هذه الكلمة،‮ ‬ليست ككل الحروف‮:‬
ص‮: ‬الصدق،‮ ‬د‮: ‬الدم الواحد،‮ ‬ي‮: ‬يد واحدة،‮ ‬ق‮: ‬قلب واحد،‮ ‬الصداقة هي‮ ‬كالمظلة كلما اشتد المطر كلما ازدادت الحاجة لها،‮ ‬الصداقة لا تغيب مثلما تغيب الشمس،‮ ‬الصداقة لا تذوب مثلما‮ ‬يذوب الثلج،‮ ‬الصداقة لا تموت إلا إذا مات الحب،‮ ‬الصداقة ود وايمان،‮ ‬الصداقة حلم وكيان‮ ‬يسكن الوجدان،‮ ‬الصداقة لا توزن بميزان ولا تقدر بأثمان،‮ ‬ثمار الأرض تجنى كل موسم،‮ ‬لكن الصداقة تجنى كل لحظة،‮ ‬الصداقة الوردة الوحيدة التي‮ ‬لا أشواك فيها،‮ ‬الصداقة هي‮ ‬الوجه الآخر‮ ‬غير البراق للحب ولكنه الوجه الذي‮ ‬لا‮ ‬يصدأ‮.‬

يا سادة‮ ‬يا كرام في‮ ‬الختام أقول‮:‬
يا طير‮ ‬ياللي‮ ‬بالسما ما تملي
تكفخ بريشك لين تلحق سحابه
بلغ‮ ‬سلامي‮ ‬ثم عود وقلي
وشهي‮ ‬علوم اصويحبي‮ ‬وش جوايه
القلب من حر الذي‮ ‬فيه‮ ‬يغلي
وده‮ ‬يشوفه لا كن امرن عذابه
يحول من دونه امامن‮ ‬يصلي
متوعد من‮ ‬يقربه بالحرابه
يا طير حال الحول ما شفت خلي
حسبي‮ ‬على اللي‮ ‬مانعه حد بابه
حكم ما‮ ‬يطلع ولوه‮ ‬يطلي
واحرق هواء قلبي‮ ‬وزود عذابه

عبدالمحسن المشاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق