الأحد، 25 يوليو 2010

يا وابور قولي‮ ‬رايح على فين

يا وابور قولي‮ ‬رايح على فين

أغنية قديمة وأجمل من جميلة،‮ »‬يا وابور قولي‮ ‬رايح على فين‮« ‬التي‮ ‬غناها محمد عبدالوهاب في‮ ‬القرن الماضي‮ ‬ومع التطورات التي‮ ‬حدثت الآن ومع مرور قرن من التقدم التكنولوجي‮ ‬نجد أنفسنا نتمتم بنفس الأغنية قائلين‮: »‬يا وابور قولي‮ ‬رايح على فين؟‮« ‬اذا تذكرنا المستقبل إشكالية التعامل مع المستقبل تختلف من دولة الى أخرى،‮ ‬فدول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي‮ ‬واليابان والصين ومجموعة دول شرق آسيا تنتهج أسلوبا‮ ‬يكاد‮ ‬يكون واحدا في‮ ‬التعامل مع المستقبل وصناعة المستقبل منهج ليس‮ ‬غريبا على دول العالم المتقدم،‮ ‬إذ‮ ‬يعقد على استقراء المستقبل بجميع مناحيه الاقتصادية والسياسية والمناخية والاجتماعية ووضع خريطة لتشكيل مجتمعاتهم،‮ ‬بحيث تكون كيانات فاعلة في‮ ‬المستقبل تصنعه وتشكله بدلا من ان‮ ‬يصنعها ويشكلها،‮ ‬فمثلا لا تفكر مثل هذه الدول فيما تبيعه وتصدره في‮ ‬الوقت الحالي،بل‮ ‬ينشغل تفكيرها أكثر فيما قد تبيعه وتصدره بعد عشرة أو عشرين أو ثلاثين عاما،‮ ‬لتحفظ لنفسها مكانا بين الدول التي‮ ‬تلبي‮ ‬الحاجة بدلا من ان تكون دولة محتاجة،‮ ‬كما تشغل هذه الدول نفسها بما قد تشرعه من قوانين في‮ ‬المستقبل أكثر من انشغالها‮ ‬بماهو قائم من قوانين وتشريعات،‮ ‬تلك الدول تضع تصورا بما ستكون عليه الدول والكيانات الأخرى في‮ ‬المستقبل وتضع نفسها في‮ ‬سباق من أجل الصدارة،‮ ‬هناك نوع آخر من الدول‮ ‬يطلق عليه الدول النامية أو‮ »‬النايمة‮«‬،‮ ‬المعنى واحد،‮ ‬تلك الدول لا تنظر للمستقبل،‮ ‬بل تنتظره،‮ ‬دول لا‮ ‬يهمها الا ان تتعشى قبل ان تنام وحينما تنام تذهب في‮ ‬نوم عميق تستيقظ منه وقد تغيرت خريطة العالم واختلفت مقوماته ولغته فتجدها عاجزة عن التعامل أو التفاعل معه،‮ ‬تلك الدول تجدها في‮ ‬انتظار الفعل ولا تفعل شيئا،‮ ‬تلك الدول لا تشارك في‮ ‬صناعة المستقبل ولو بتقديم صابونة ولكن تكتفي‮ ‬بانتظاره بحلوه ومره،‮ ‬وفي‮ ‬الأغلب‮ ‬يكون نصيبها مرارته‮.‬
السؤال الغبي‮ ‬جدا مني‮ ‬طبعا‮: ‬أين تقع الكويت في‮ ‬هذه المنظومة؟ استجوابات واعتصامات والحركات الاحتجاجية التي‮ ‬كانت تملك أسبابا تبدو مقنعة للمنضمين اليها ولكن مع مرور الوقت تحولت هذه الحركات الى موضة،‮ ‬أين هذه الحركات من مستقبل هذه الأرض؟ ماذا فعلوا لها ولشعبها؟ أين المصانع،‮ ‬هل فكروا بإنتاج كويتي‮ ‬من المواد الاستهلاكية والغذائية؟ انا لست ضد الاحتجاج أو الاضراب أو المعارضة،‮ ‬ولكن ضد عشوائية هذه الحركات التي‮ ‬شهدت انحدارا قد‮ ‬يضر هذه الأرض ولا‮ ‬يفيدها،‮ ‬انا مع الاحتجاج والاعتراض والإضراب المنطقي‮ ‬والبناء والمضيف للديمقراطية والحرية والهادف للقضاء على بؤر الفساد السياسي‮ ‬والإداري،‮ ‬وأنا أقول في‮ ‬نفسي‮ »‬يا وابور قولي‮ ‬رايح على فين‮«.‬
يا سادة‮ ‬يا كرام،‮ ‬في‮ ‬الختام أسأل رئيس‮ ‬وأعضاء المجلس البلدي‮ ‬ومنهم الأخ العزيز مهلهل الخالد والأخ العزيز شايع الشايع ومدير عام البلدية بخصوص حاويات القمامة المنتشرة بجميع المناطق والشوارع،‮ ‬هل توجد فكرة أو دراسة لتنظيف وغسيل الحاويات بالمواد الكيماوية المعقمة لأن رائحتها كريهة،‮ ‬وبعد فترة ستصيبنا انفلونزا الصراصير‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق