الأحد، 25 يوليو 2010

الكويت تجمعا

الكويت تجمعنا




تفشت في‮ ‬البلاد ظاهرة سلبية لم تكن موجودة في‮ ‬الزمن الجميل الذي‮ ‬كان‮ ‬يعيش فيه آباؤنا واجدادنا،‮ ‬وهي‮ ‬ظاهرة التفرقة العنصرية ما بين ابناء البلد الواحد،‮ ‬فلم‮ ‬يكن في‮ ‬السابق فرق بين الغني‮ ‬والفقير،‮ ‬الحضري‮ ‬والبدوي،‮ ‬السني‮ ‬والشيعي،‮ ‬ابن السور والقروي،‮ ‬الجميع كانوا متكاتفين ومتعاونين مع بعضهم بعضاً‮ ‬يتشاركون في‮ ‬الافراح والاتراح،‮ ‬لكن كل ذلك اصبح من الماضي‮ ‬بعد تفشي‮ ‬العنصرية التي‮ ‬اخذت تنتشر في‮ ‬نفوس المواطنين كانتشار النار في‮ ‬الهشيم،‮ ‬واصبحنا اليوم نعايش واقعاً‮ ‬مريراً‮ ‬يندى له الجبين مبنياً‮ ‬على اساس الفوارق الطبقية والاجتماعية والقبلية والسياسية وحتى الدينية وهي‮ ‬مشكلة حقيقية تحتاج الى وقفة جادة من قبل ابناء الوطن الواحد لنبذ ذاء العنصرية ومواجهتها بدواء حب الكويت‮.‬
وحتى نبسط الأمر على القارئ،‮ ‬فان علينا شرح مفهوم الانتماء الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يعتبر من المفاهيم العالمية المهمة في‮ ‬عالمنا المعاصر،‮ ‬وقد عرف هذا المفهوم في‮ ‬اللغة‮: ‬بأنه الانتساب،‮ ‬فانتماء الولد الى ابيه انتسابه اليه واعتزازه به،‮ ‬والانتماء مأخوذ من النمو والزيادة والكثرة والارتفاع فالشجر‮ ‬ينمو وكذلك الانسان‮.‬
وقد عرف الانتماء اصطلاحاً‮ ‬بانه الانتساب الحقيقي‮ ‬للدين الاسلامي‮ ‬والوطن فكراً‮ ‬ومشاعر ووجدانا،‮ ‬واعتزاز الفرد بالانتماء الى دينه من خلال الالتزام بتعاليمه والثبات على منهجه وتفاعله مع احتياجات وطنه وتظهر هذه التفاعلات من خلال بروز محبة الفرد لوطنه والاعتزاز بالانضمام اليه والتضحية من اجله‮.‬
والانسان ارتبط منذ وجوده بشيئين هما المكان والزمان،‮ ‬فالانسان مرتبط بالمكان من حيث وجود ذاته،‮ ‬واذا كان المكان‮ ‬يدل على وجود الانسان في‮ ‬جزء معين منه فان الزمن هو الذي‮ ‬يحدد مدى هذا الوجود وكميته،‮ ‬ولذلك فالمكان هو الوطن والانتماء المكاني‮ ‬هو الانتماء الوطني‮.‬
واذا ما عدنا بالذاكرة الى ماقبل عشرين عاماً‮ ‬واستذكرنا احداث الخميس الاسود عندما‮ ‬غزانا المقبور البعثي‮ ‬وانتهك حرمة ارضنا واخذ‮ ‬يدمر بلدنا ويقتل ابناءنا بدم بارد لم‮ ‬يفرق ما بين كويتي‮ ‬من سكان المناطق الداخلية وآخر من المناطق الخارجية،‮ ‬فكلهم كانوا سواسية لرصاصات الغدر التي‮ ‬ازهقت ارواحهم الطاهرة،‮ ‬في‮ ‬المقابل وقف المقاومون الشرفاء وتصدوا للجيوش الغازية من خلال تكاتفهم وتعاضدهم فضربوا لنا اروع الامثلة في‮ ‬التضحية والدفاع في‮ ‬تكاتف ابناء الوطن الواحد ولم‮ ‬يكن هناك فرق بين المقاومين الذين تحصنوا بحب الكويت وتسلحوا بدرع الوحدة الوطنية وضحوا بارواحهم من اجل تحرير الارض وحماية العرض من براثن الغزاة‮.‬
يا سادة‮ ‬يا كرام،‮ ‬كم هو جميل ان نعيش كمواطنين في‮ ‬سلام وتوافق مع بعضنا بعضاً،‮ ‬ونخلع عباءة العنصرية،‮ ‬ونخرج من هذا النطاق الضيق الذي‮ ‬فرقنا ونعود كما كنا في‮ ‬السابق ابناء وطن واحد‮ ‬يجمعنا ولا‮ ‬يفرقنا‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق