الأحد، 25 يوليو 2010

الحكم‮ ‬في‮ ‬الإسلام

الحكم‮ ‬في‮ ‬الإسلام


لماذا‮ ‬يخاف البعض عند الحديث عن الدولة الاسلامية؟ لماذا‮ ‬يرى بعض المثقفين ان اقامة الدولة الاسلامية‮ »‬الدينية‮« ‬سيجلب عليها الخراب ويقودها الى مستنقع الطائفية ويؤسس للديكتاتورية ويصيب الديمقراطية بالهستيريا؟‮ ‬يرى البعض ان نظام الحكم الاسلامي‮ ‬يقوم على الاستبداد نظرا لطول بقاء الحاكم في‮ ‬السلطة ويعتمدون في‮ ‬ذلك على وقائع التاريخ التي‮ ‬بدأت منذ عهد معاوية بن ابي‮ ‬سفيان الذي‮ ‬ابتدع نظام ولاية العهد والبيعة ومن بعده صار الحكم بالتوريث وفي‮ ‬المقابل‮ ‬يؤكد بعض علماء الاسلام ان نظام حكم معاوية وما تلاه نظام باطل وينافي‮ ‬تعاليم الاسلام وان الحكم الاسلامي‮ ‬الرشيد انتهى بموت عثمان بن عفان رضي‮ ‬الله عنه وجاء في‮ ‬كتاب‮ »‬نظام الحكم والصحوة الاسلامية‮« ‬للدكتور عبدالرحمن عياد الكاتب الاسلامي‮: ‬يعترض البعض على ان الاسلام دين ودولة او دين ودين بعدة اعتراضات هي‮: ‬الأولى بعدم جواز اقحام الدين في‮ ‬السياسة بأن تفسير النصوص الدينية عرضة للاخطاء وبأن هناك تعارضا بين مبدأ صلاحية النص لكل زمان والتطور الدنيوي‮ ‬والادعاء باستبعاد تعدد واستقلال الاراء والادعاء بعدم تحقيق المساواة بين اتباع الاديان المختلفة واخيرا الاستشهاد بنظام الحكم الاسلامي‮ ‬بعد الخلافة الراشدة وبعد ان فند كل هذه الادعاءات واثبت عكسها قال عن استشهاد البعض بعهد معاوية للتدليل به على الحكم الاسلامي‮ ‬وليس هناك اي‮ ‬عاقل‮ ‬يدعو الى هذا النظام رغم طول مدته كما لا الزام بالاخذ بشكله في‮ ‬صورة خلافه بجميع المسلمين الا انه لم‮ ‬يكن نظاما اسلاميا بل كان نظام علمانيا متطرفا خالف مبادئ الشريعة في‮ ‬كل مكان واهدر قيمتها ولم‮ ‬يكن‮ ‬يحمل سوى قشرة تتمسح بالدين وتلوذ به وتستخدمه لاغراضها والسفير صلاح فهمي‮ ‬استاذ العلوم السياسية اشار الى ان الفقهاء انفسهم اختلفوا حول المعنى الفقهي‮ ‬والشرعي‮ ‬للحكم الاسلامي‮ ‬حيث رأى بعضهم ان الاسلام لم‮ ‬يأت بشكل محدد للحكم ولا بنظرية سياسية واحدة انما جاء بمبادئ عامة هذا المنطق السليم هو الذي‮ ‬افسح المجال على سبيل المثال لا الحصر للخليفة عمر بن الخطاب رضي‮ ‬الله عنه الى الاستعانة بمؤسسات الحكم في‮ ‬الدولة الرومانية وخاصة الدواوين فيما‮ ‬يرى علماء ان الحكم في‮ ‬الاسلام الذي‮ ‬ورد في‮ ‬القرآن والسنة قصد القضاء بمعنى ان‮ ‬يكون القضاء منطلقا من احكام الشريعة الاسلامية والاحكام التي‮ ‬وردت بشأن العقوبات في‮ ‬الاسلام مثل القصاص اما ما‮ ‬يتعلق بمؤسسات الحكم وطبيعة اختيار الحاكم وعزله فيرى ان هذه امور دنيوية متروكة للشعب الاسلامي‮ ‬حسب مقتضيات كل عصر من العصور ونوه فهمي‮ ‬الى ان تجارب الحكم الاسلامي‮ ‬في‮ ‬فترة ماضية سيئة للغاية وغير مطمئنة ضاربا مثلا بايران وافغانستان،‮ ‬واشار د‮. ‬نبيل لوقا بباوي‮ ‬عضو مجلس الشورى المصري‮ ‬الى ان معظم دول العالم‮ ‬يحكمها مبدأ المواطنة وهذا‮ ‬يتفق مع الشرع الاسلامي‮ ‬الذي‮ ‬قام على قاعدة‮ »‬لهم مالنا وعليهم ما علينا‮« ‬فالدين علاقة بين العبد وربه وتدخل الدين في‮ ‬العلاقات السياسية كما‮ ‬يرى بباوي‮ ‬خطأ لان الدين مبادئ نقية وسامية اما السياسة فهي‮ ‬لعبة قذرة اما جمال البنا المفكر الاسلامي‮ ‬فهو‮ ‬يستعبد فكرة اقامة دولة اسلامية،‮ ‬مؤكدا ان الدولة في‮ ‬الاسلام مدنية ومحور عملها العدل وتحقيق ارادة الشعب ودورها الحقيقي‮ ‬لا‮ ‬يكون في‮ ‬مجال الدين ولا حتى في‮ ‬مجال الفضيلة،‮ ‬التخوف من الدولة الدينية ليس في‮ ‬محله لانها ليست في‮ ‬الاسلام اصلا فالاسلام لم‮ ‬ينزل لاقامة دولة وانما لهداية الناس والدولة لا‮ ‬يمكن ان تقدم شيئا للدين لانها لو ارادت تطبيق الشريعة دون ايمان الشعب بها فإن هذا التطبيق لا قمة له وستفقد الشريعة روحها وطابعها الايماني‮ ‬وتصبح مجرد قوانين من قوانين الدولة تطبقها بردع السلطة،‮ ‬البنا‮ ‬يرى ان الشعب وليس الدولة هو الاهم لان الشعب عندما‮ ‬يؤمن بالشريعة‮ ‬يطبقها بالطرق الديمقراطية لانها ستصبح مطلبا شعبيا‮ ‬يمثل ارادة الامة‮.‬
يا سادة‮ ‬يا كرام في‮ ‬الختام لدينا والد واخ وقائد وامير هو صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد وولي‮ ‬عهده الامين صاحب السمو الشيخ نواف الاحمد الصباح حفظهما الله فالنضع ايدينا بايديهما وننسى الخلافات السياسية والطائفية والرياضية من اجل هذه الارض كويت الخير‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق