الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

الحب في‮ ‬حياة الأنبياء




كان سيدنا إبراهيم‮ ‬يحب زوجته سارة حبا شديدا حتى انه عاش معها‮ ‬80‮ ‬عاما وهي‮ ‬لا تنجب وآثر ألا‮ ‬يتزوج عليها إلا حينما طلبت منه ذلك،‮ ‬وأصرت على أن‮ ‬يتزوج من السيدة هاجر أم إسماعيل،‮ ‬عليه السلام،‮ ‬حتى‮ ‬ينجب منها وبعد زواجه أنجب سيدنا اسماعيل بعدها‮ ‬غارت سارة،‮ ‬وهذه هي‮ ‬طبيعة المرأة،‮ ‬لأنها كانت لا تريد أن تعيش مع هاجر في‮ ‬مكان واحد،‮ ‬فوافق عليه السلام وأخذ هاجر وابنه الرضيع اسماعيل الى مكان بعيد إرضاء لزوجته الحبيبة التي‮ ‬قضى معها‮ ‬80‮ ‬عاما،‮ ‬وامتثالا أيضا لأمر الله،‮ ‬سبحانه وتعالى‮.‬
وهناك قصة حب نبي‮ ‬الله أيوب عليه السلام،‮ ‬حيث كان سيدنا أيوب من ذرية نبي‮ ‬الله ابراهيم عليهما السلام وكان له زوجات وأبناء ومنازل ومزارع عظيمة وقصور وعبيد وحيوانات وخيول وأموال وكان كريما جدا وعندما ابتلاه الله باحتراق مزارعه وقصوره وتلف محاصيله وأمواله وموت ابنائه وابتلاه في‮ ‬جسده وبالأمراض التي‮ ‬أكلته ولم‮ ‬يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه‮ ‬يذكر بهما الله عز وجل،‮ ‬عندها تركته زوجاته إلا واحدة كانت أجملهن،‮ ‬وهي‮ ‬من أحبته بصدق وآمنت وظلت معه ترعاه ولم تهجره حتى انها كانت تعمل خادمة في‮ ‬البيوت بعد ان كانت‮ ‬غنية لتعيله وتحضر له الطعام بعد ان فر منه كل الناس وطردوه من قريتهم خوفا من ان‮ ‬يتسبب في‮ ‬نزول البلاء بهم ولبث سيدنا أيوب في‮ ‬هذا البلاء‮ ‬18‮ ‬سنة واضطرت زوجته لقص ضفائرها الجميلة لتشتري‮ ‬له الطعام وعندها‮ ‬غضب نبي‮ ‬الله أيوب وحلف بضربها‮ ‬100‮ ‬جلدة بسبب قصها لضفائرها،‮ ‬وسيدنا محمد‮ ‬عرف بحبه للسيدة خديجة،‮ ‬رضي‮ ‬الله عنها فقد كان حبه عجيبا لها حتى بعد موتها وعندما‮ ‬يسأل عن الزواج بعد خديجة‮ ‬يقول‮: ‬وهل بعد خديجة أحد،‮ ‬ولم‮ ‬ينس زوجته حتى بعد‮ ‬14‮ ‬عاما من وفاتها‮ ‬يوم فتح مكة والناس ملتفون حوله وقريش كلها تأتي‮ ‬اليه ليسامحها ويعفو عنها،‮ ‬فإذا به‮ ‬يرى سيدة عجوزا قادمة فيترك الجميع ويقف معها ويكلمها ويخلع عباءته ويضعها على الأرض وعندما سألته السيدة عائشة من هذه التي‮ ‬أعطاها من وقته وحديثه اليها قال لها‮: ‬هذه صاحبة خديجة وكنا نتحدث عن أيام خديجة،‮ ‬وعندها تغار السيدة عائشة وتقول له‮: ‬أما زلت تذكرها،‮ ‬فيقول‮ : »‬والله ما أبدلني‮ ‬الله خيرا منها فقد واستني‮ ‬حين طردني‮ ‬الناس وصدقتني‮ ‬حين كذبني‮ ‬الناس‮«‬،‮ ‬وكنت أسأل نفسي‮: ‬ما هو الحب؟ وقرأت الإجابة‮: ‬الحب هو ذلك الوباء اللذيذ المعدي‮ ‬الذي‮ ‬يصيب جميع الكائنات دون استثناء وبدونه لن تستمر الحياة على أي‮ ‬كوكب،‮ ‬والحب هو ذلك الشعور الذي‮ ‬يمتلك الإنسان في‮ ‬داخله ويطوف به العالم،‮ ‬حيث‮ ‬يشاء بأفراحه وأحزانه،‮ ‬يجول في‮ ‬كل مكان فوق زبد البحر‮ ‬يمشي‮ ‬دون ان‮ ‬يغوص في‮ ‬أعماقه،‮ ‬فقالوا عنه حيرة وبلاء،‮ ‬الحب كلمة‮ ‬يعجز اللسان عن وصف إحساس الحب،‮ ‬فهو إحساس جميل،‮ ‬وأنا أكتب هذه الكلمات بعدما جربت الحب والغدر‮.‬ وهذه الكلمات من خيالي‮:‬

قالت أحبه قلت منهو تحبين
بالله قولي‮ ‬لا تزيدي‮ ‬عناية
ودي‮ ‬أعرفه زين واقلده زين
وأعيش عمري‮ ‬كله انت معايا
ودي‮ ‬أعرف وش بطبعه تودين
بمشي‮ ‬على طبعه ولا أنظر ورايه
وأمشي‮ ‬على ذوقه سوى زين أو شين
تقليد محبوبك هويته هوايه
قالت هذاك اللي‮ ‬له القلب والعين
اللي‮ ‬نجومه لامعه في‮ ‬سمايه
هذا عايش تاج رؤوس المحبين
وروايته بالحب أصدق روايه
هذاك أملك له وسام ونياشين
قلبه كبير وما لحبه نهايه
صادق وماله في‮ ‬حياته شبيهين
ثم قلت منهو فارس أحلى حكايه
قالت هذاك اللي‮ ‬وقف جنبك‮ ‬يمين
ثم التفت الين جنبي‮ ‬مرايه


عبدالمحسن المشاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق