الاثنين، 30 أغسطس 2010

هفوات الصديق

هفوات الصديق

اشتهر الصقر‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يلازم ذراع جنكيز خان،‮ ‬ويرافقه في‮ ‬كل جولاته،‮ ‬وكان مثلاً‮ ‬للصديق الصادق حتى وان كان صامتاً‮.‬ خرج جنكيز خان‮ ‬يوما لوحده ولم‮ ‬يكن معه الا صديقه الصقر،‮ ‬وانقطع بهما المسير وعطشا،‮ ‬اراد جنكيز ان‮ ‬يشرب الماء فوجد‮ ‬ينبوعا في‮ ‬اسفل جبل فملأ كوبه وحينما اراد شرب الماء انقض الصقر على الكوب وسكب الماء على الارض حاول مرة اخرى لكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم جنكيز كان‮ ‬يضرب الكوب بجناحه فيطير فينسكب الماء،‮ ‬تكررت الحالة للمرة الثالثة فاستشاط‮ ‬غضبا منه جنكيز خان واخرج سيفه وحينما اقترب الصقر ليسكب الماء ضربه ضربة واحدة فقطع رأسه،‮ ‬ووقع الصقر صريعا،‮ ‬لكنه احس بالألم حين رأى رأس صاحبه مفصولا عن جسده وتقطع قلبه لما رأى الصقر ميتاً،‮ ‬وقف للحظة وصعد فوق الينبوع ليرى بركة كبيرة‮ ‬يخرج من ثنايا صخرها منبع الينبوع وفيها حية كبيرة ميتة وقد ملأت البركة بالسم،‮ ‬فأدرك جنكيز كيف ان صاحبه كان‮ ‬يريد منفعته لكنه لم‮ ‬يدرك ذلك الا بعد ان سبق‮ ‬السيف عزل نفسه،‮ ‬أخذ صاحبه ولفه في‮ ‬خرقة وعاد جنكيز خان لحراسه وسلطته وفي‮ ‬يده الصاحب بعد ان فارق الدنيا أمر حرسه بصنع صقر من ذهب تمثالا لصديقه وينقش على جناحه‮ »‬صديقك‮ ‬يبقى صديقك ولو فعل مالا‮ ‬يعجبك‮« ‬وفي‮ ‬الجناح الآخر‮ »‬رد كل فعل سببه الغضب عاقبته الاخفاق‮«.‬
آخر العنقود
يافلان لا تضايق وترتاب
دنيا الفناء ما فيه واحد شكرها
قبلك نمر‮ ‬يرقا على كل مرقاب
بالحب نار القلب ولع سعرها
وللي‮ ‬مقفي‮ ‬بيعه اليوم بتراب
خله على مر الحياة أو فشرها
ان كان ما‮ ‬يقدر على حب وعتاب
ندعي‮ ‬لمنهو بالمقابر قبرها


عبدالمحسن المشاري
جريدة الشاهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق