الجمعة، 21 مايو 2010

هل اكتفيتم؟

هل اكتفيتم؟


المتابع للأخبار المحلية في‮ ‬وسائل الاعلام الكويتية‮ ‬يشعر بالاحباط وخيبة الامل،‮ ‬على الحال المزرية التي‮ ‬وصلت لها البلاد،‮ ‬بسبب الصراع المحتدم ما بين الحكومة وأعضاء مجلس الامة الذين لا‮ ‬يفوتون فرصة لتعكير صفو الاجواء السياسية،‮ ‬وهو الامر الذي‮ ‬ادى الى ايقاف عجلة التنمية والتطوير لسنوات طويلة،‮ ‬فكل شيء من حولنا ظل على حاله منذ ثمانينات القرن الماضي،‮ ‬فحتى وقتنا الراهن لم نتمكن من بناء جامعة جديدة بدلا من الجامعات الحالية التي‮ ‬لم تعد قادرة على استيعاب الكم الهائل من الطلبة الدارسين فيها،‮ ‬فينتج عنها الكثير من المشاكل التي‮ ‬تؤخر تخرجهم،‮ ‬كما اننا منذ سنوات ونحن نسمع عن مستشفى جابر الاحمد الذي‮ ‬لم‮ ‬ير النور حتى الان ولا نعلم اذا كان الوقت سيسعفنا ونشهد افتتاحه او حتى المراحل الاخيرة لبنائه ام اننا سنكون بجوار الرفيق الاعلى‮!‬
فهنا نائب‮ ‬يهدد باستجواب رئيس الحكومة،‮ ‬وهناك نائب‮ ‬يقسم بأغلظ الايمان ان‮ ‬يسدد ضربة قاضية للوزير الفلاني‮ ‬ويسقطه من فوق كرسيه صريعا،‮ ‬ونائب اخر‮ ‬يبحث عن الفرصة المناسبة لكهربة الاجواء السياسية فور هدوئها من خلال عزفه على وتر المقترضين ويخير الحكومة اما اسقاط القروض او سقوطها،‮ ‬ونائب لا عمل لديه سوى الدفاع عن مصالحه الشخصية متغاضيا عن المصلحة العامة للبلاد والعباد،‮ ‬مرددا بينه وبين نفسه ان وجوده في‮ ‬قبة عبدالله السالم فرصة قد لا تتكرر وعليه ان‮ ‬يستغلها ولا‮ ‬يفوت لحظة واحدة على نفسه من دون ان‮ ‬يستفيد منها‮.‬
أقول قولي‮ ‬هذا وكلي‮ ‬ألم وحسرة على الواقع المرير الذي‮ ‬نعيشه فنواب الامة خدروا العقول وضحكوا على الذقون،‮ ‬بعد ان استغلوا بساطة المواطن الكويتي‮ ‬المغلوب على امره واخذوا‮ ‬يتجادلون ويتناقشون في‮ ‬توافه الامور التي‮ ‬تعطي‮ ‬اكبر من حجمها،‮ ‬اذ‮ ‬يهولون كل ما‮ ‬يطرحونه من اسئلة ومقترحات تنصب في‮ ‬خانات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر،‮ ‬نائب‮ ‬يستفسر عن مدى التزام هيفاء وهبي‮ ‬بملابسها في‮ ‬حفلاتها الغنائية واخر‮ ‬يتوعد الحكومة ورئيسها اذا سمح لدخولها الى البلاد،‮ ‬ويأتي‮ ‬من بعدهم نواب‮ ‬يتشدقون بالدفاع عن رفاهية المواطن ويركزون على القضايا المالية ما بين زيادة الرواتب واسقاط القروض وفوائدها والكوادر والبدلات لدغدغة مشاعر ناخبيهم لا اكثر ولا اقل من ذلك ويغضون الطرف بشكل متعمد عن مشاريع البنية التحتية المنهارة أصلا والتي‮ ‬تحتاج الى وقفة جادة لانقاذ كل ما‮ ‬يمكن انقاذه بدلا من وضع العصا في‮ ‬الدولاب‮!‬
يا سادة‮ ‬يا كرام في‮ ‬الختام بقي‮ ‬ان نوجه سؤالا الى النواب الافاضل الذين اوصلناهم الى قبة البرلمان ألم تكتفوا بعد من كل هذه الأزمات السياسية المتلاحقة من اجل الكويت وعزتها؟‮!‬